الضياع الفكري والرّوحي
وتستمر الآيات القرآنية للتأكيد على العلاقة بالله في الإيمان به وفي العمل بطاعته ،كقاعدة للنجاح والفلاح والحصول على النتائج الكبيرة الحاسمة في الدنيا والآخرة ،فهو الأساس في ذلك كله ،ولكن الناس قد يغفلون عنه ،وقد يبتعدون بأفكارهم عن الخط الواضح في هذا الاتجاه ،فيستسلمون لبعض الأفكار المضلّلة التي قد يرون فيها النجاة من كل خطرٍ ،ثم تفاجئهم الحقيقة في نهاية الطريق بالخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ،فإذا بهم على شفير الهاوية التي تنتظرهم لتذهب بهم إلى الهلاك الأبدي ،حيث الحسرة الكبرى والمصير الأسود .
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً} الذين خسروا بدرجةٍ عاليةٍ ،لأنهم أضافوا إلى الخسارة الواقعية على صعيد النتائج العملية السلبية ،خسارة الحلم الكبير الذي استسلموا له ،وعاشوا معه ومع الصورة الحلوة الساحرة زمناً طويلاً ،في ما كان يخيّل إليهم من تحركهم في خط المستقبل الواسع الذي تنتظرهم فيه الأحلام السعيدة ،فإذا به يتحول إلى ما يشبه الكابوس الجاثم على صدورهم .