تبرير العبد الصالح خرقه للسفينة
وبدأت الإجابات على علامات الاستفهام التي ارتسمت في ذهن النبي موسى ( ع ) ،ومضى العبد الصالح العالم يفسر أفعاله .
{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} ويتعيشون منها ،فهي التي تحفظ لهم كرامتهم ،وتعينهم على القيام بمسؤولياتهم في إدارة شؤونهم العامة والخاصة ،{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} وأفتح فيها ثغرة تمنع الطامعين بمصادرتها ،لقلّة الرغبة في السفينة المعيبة ،لأحفظها لهم .{وَكَانَ وَرَآءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} صحيحة{غَصْباً} ،فما فعلته لم يكن عدواناً على الراكبين فيها والعاملين عليها ،بل صيانةً لحقوق أصحابها ،مع ملاحظة أن الثغرة لم تعرّضها للخطر ،ولم تغرق الراكبين فيها ،ولهذا نزلنا منها ،كما نزل الآخرون على خير وسلامة ،فأيّة مشكلةٍ في هذا قد تنافي العقل والعدل والشريعة ؟