{قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ} باختياره لنفسه الطريق الفكري والعملي الذي لا يتحرك في خط الهدى ،بل يعيش أجواء الضياع ،{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} في ما اقتضته حكمته من إعطائه الفرص الكثيرة التي تتيح له أن يأخذ بكل أسباب الراحة والرخاء في العيش والحياة ،مما يمكنه من الامتداد في الضلال على أساس إرادته المنحرفة التي اختارت خط الضلالة في الوقت الذي كان باستطاعته الأخذ بأسباب الهدى المتوفرة لديه ،فقد أقام عليه الحجة ،وهداه إلى الاختيار الحر في أمره ،{حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ} مما ينتظرهم ،{إِمَّا العَذَابَ} في الدنيا ،{وَإِمَّا السَّاعَةَ} في يوم القيامة ،{فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً} في ما يقبلون عليه من مواقع العذاب في النار ،{وَأَضْعَفُ جُنداً} في ما يجدونه من حولهم من جماعاتهم التي كانت على طريقتهم في الدنيا ،ممن لا يستطيعون نصرهم ولا نصر أنفسهم ،عندما يواجهون الساعة الحاسمة من عذاب الآخرة .ولكن ،ما فائدة ذلك العلم بالنسبة إليهم ،طالما أن الوقت لا يسمح لهم بالتصحيح ولا بالتراجع ؟!