{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} فكانوا يمارسون الاستعلاء والسيطرة ويوحون لأنفسهم وللآخرين بأنهم هم الذين يقررون الصواب والخطأ في الأشياء ،ولا يريدون لأحد ،مهما كانت درجته ،أن يقرر لهم ما يعتقدونه وما يلتزمونه وما يفعلونه .ولذا فإن أي طرح جديد لأي مفهوم مضاد لما يحملونه من مفاهيم ،لا ينال قبولهم ،بل يبادرون إلى تكذيبه من دون تفكير أو مناقشة .وهذا ما فعلوه عندما جاءهم نوحالنبيبآيات الله فكذَّبوا بها ،وسخروا منه ،واضطهدوه ،{إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ} إذ تتمثل عناصر السوء في أفكارهم وأقوالهم وأفعالهم ،{فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} لينتهي جيل البشرية الأول الذي تحجّر فيه الكفر وامتد به الضلال ،وأغلق كل منافذ الوعي في شخصيته ،ليستسلم للأجواء المتعفّنة الخانقة في حياته .