{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} أي سخّرنا له الريح في شدّة هبوبها ،وسرعة حركتها ،وقوّة اندفاعها ،{تَجْرِي بِأَمْرِه} فيوجهها في أغراضه حيث يشاء ،ولعلَّ التأكيد على الريح العاصفة التي لا تختلف في تسخيرها له عن الريح الهادئة ،يعود إلى أن تسخير العاصفة أكثر دلالة على القدرة من الهادئة ،{إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي الأرض المقدسة ،أرض الشام ،وربما كان المراد من تسخيرها وجريانها بأمره ،هو أنها تحمله إلى حيث أراد منها لا جريانه إليها لتردّه إليها وتنزله فيها بعدما حملته ،والله العالم .
{وَكُنَّا بِكُلِّ شَيءٍ عَالِمِينَ} إذ نحيط بحقائق الأشياء وأسرارها ،ونسيطر عليها ،ما يجعلنا نتصرف بها كما نريد وحيث نريد .