ولكنهم تآمروا فيما بينهم على قتلها ،لأنهم لم يطيقوا انتصار صالح عليهم بهذه المعجزة العجيبة التي لا يملكون لها أيّ تفسير مادّيٍ معقول ،{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ} لأنهم كانوا خاضعين في اندفاعهم العدواني لقتل الناقة ،لحالةٍ انفعاليةٍ مجنونةٍ ،بفعل تأثير التوجيه الضالّ الذي قادهم إليه المستكبرون من أصحاب الامتيازات الظالمة من رؤسائهم المنحرفين ،للحفاظ على امتيازاتهم دون مصالح المستضعفين ،عبر ما يوحون به إليهم من أفكارٍ عدوانية وأوهام مريضةٍ ،وما يثيرونه في أجوائهم من الغفلة عن عواقب الأمور ،حتى إذا أكملوا الجريمة ،ونفذوا كل ما خطط المنحرفون ،انتبهوا إلى هول النتائج السلبية التي يواجهونها في حرمانهم من اللبن الذي كانوا يشربونه منها ،ومن العذاب الذي توعدهم به الله على لسان نبيه صالح ،الذي استهانوا به وبوعيده وإنذاره ،فلم يحاولوا أن يلتفتوا إلى أن الذي جاء بهذه المعجزة الخارقة ،يملك السر الذي يؤهله لمعرفة النتائج المستقبلة للتمرد والجحود والكفران ،