{وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءهُمْ} أي لا تنقصوهم حقوقهم ،{وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الاَْرْضِ مُفْسِدِينَ} لا تفسدوا في الأرض بالإخلال في التوازن العام في السلوك الاقتصادي المنحرف ،الذي قد ينتهي إلى الانهيار في التعامل من ناحيةٍ ماليةٍ وأخلاقيةٍ ،فقد أراد الله للحياة أن تتوفر فيها الطاقات الإنسانية على إصلاح الواقع والحركة والفكر في كل ما يحيط بالإنسان ،وما يتحرك في حياته ،وما يفكر به .
وهكذا كانت رسالة شعيب لقومه ،أن يواجهوا الحركة التجارية في معاملاتهم من مواقع الإصلاح لا الإفساد ،وذلك بإقامة التوازن في كل ما لهم وما عليهم ،من خلال المسألة الموضوعية التي تنظر إلى طبيعة الحق في المعاملة ،لا من خلال المسألة الذاتية التي تنظر إلى طبيعة الذات في الربح والخسارة .وأن تكون التقوى حافظاً لخطواتهم من الزلل ،ومواقعهم من الانحراف ،إذا اقترب الشيطان منهم في عملية إغواءٍ وتضليل .