{وَاتَّقُواْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاَْوَّلِينَ} والمراد بالجبلّة الطبيعة والفطرة الإنسانية التي أقام عليها أمر الخلق في ما أودعه في فطرتهم من الرغبة في الخير واتقاء الشرّ ،فإذا كان الله هو الذي خلقكم وخلق آباءكم الأولين ،فيجب عليكم أن تتقوه وتراقبوه في كل أموركم ،لترتبوا قضايا الربح والخسارة على أساس رضاه ،لا على أساس ما تحصلون عليه من نتائج مادية ،أو ما تخسرونه منها ،لأنه يملك منكم ما لا تملكونه من أنفسكم وما لا يملكه منكم غيركم .فكما أهلك الأقدمين من آبائكم فأصبحوا تحت رحمته في مماتهم ،فإنه سيهلككم ويهلك أموالكم ولا يبقى لديكم شيء إلا رحمته ،فاتّقوه لتحصلوا عليها .