{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ* إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من الكفر والضلال والعداوة والبغضاء والشر لعباد الله .فالقلب السليم يمثل ملامح الشخصية الإنسانية الإسلامية التي تختزن في داخلها الخير كله ،والنصيحة لله ولرسله ولأوليائه ولعباده .في الكافي بإسناده عن سفيان بن عيينة قال: سألتهويقصد الإمام جعفر الصادق( ع )عن قول الله عز وجل:{إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} قال: السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه .قال: وكلُّ قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط ،وإنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة[ 2] .وفي مجمع البيان روي عن الصادق( ع ) أنه قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا[ 3] .باعتبار أن الخير في حياة الناس تابع للدوافع الروحية للإنسان .
وهكذا تتمثل القيمة الإنسانية التي يتميز بها الإنسان في يوم القيامة ،في القلب السليم الذي ينبض بالحق والخير والصلاح ،فيتجسد خيراً وبركةً ورسالةً وإصلاحاً للعالمين ،لأن القلب السليم لا ينتج إلا العمل الصالح والخط السليم .
أمّا قيم الدنيا من المال والبنين ونحوهما ،فلا قيمة لهما في ميزان الأعمال ،لأنهما لا يمثلان أيّة رابطةٍ وثيقة بالمعنى الإنساني ،في ما هي الذات والعمل ،بل يمثلان شيئاً منفصلاً عنها ،فلا يتحوّلان إلى قيمة في ميزان الرضا والعمل .