{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} واتجه إليه وأقبل عليه ،ولا تتوكل على غيره ،لأنه الذي يملك الأمر كله ،ولا يملكه أحد معه ،فهو الذي يملك كل أحد .وذلك هو النهج الذي يريد الله لك أن تسير عليه ،{إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} الذي تعيش فيه الوضوح في الفكرة ،والإشراق في الموقع ،والاستقامة في الطريق ،فلا يهمك من أنكر ،ولا يضعفك من تمرّد ،فليس هناك موقع للضعف في حياة الرسول إذا كان واثقاً من موقع الحق في رسالته حتى لو أنكره الناس كلهم .وقد يكون في هذا التأكيدبأنه على الحقلونٌ من ألوان الإِيحاء بقوّة الموقف عندما يقنع الإنسان بالحقيقة في فكره وفي نهجه وموقعه ،لأنه يرتكز على القاعدة الثابتة التي لا اهتزاز فيها ؛ولذلك فإنه ينطلق من خلال الثقة الكبيرة بالخط المستقيم ،فلا يبقى له إلا أن يجمع كل طاقاته ،ويحرّك كل مواقعه ،ويواجه كل التحديات ويتوكل على الله ،لتتأكد له الثقة بالوصول إلى الهدف الكبير من خلال الله .