إنَّ اللّه يختم الموقف بآيتين ،ففي الآية الأولى قوله تعالى: [ تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحقِّ وما اللّه يريد ظلماً للعالمين] فقد بيّن اللّه للنّاس الأمور كلّها ودلّهم على العلامات التي تحدّد لهم خطوط الحياة والمصير على أساس الحقّ ،ووضع كلّ إنسان منهم أمام مسؤوليته ،ليختاربعد إقامة الحجّة عليهالخطّ الذي يتجه به إلى الجنّة أو الخطّ الذي يتجه به إلى النَّار .فإذا عاقبه بانحرافه وظلمه لنفسه فإنَّه يواجهه بأعلى مواقف العدل ،فإنَّ اللّه لا يريد ظلماً للعالمين ،لأنَّه العدل الذي تعالى شأنه عن الظلم ،فهو غنيٌ عنهم في كلّ شيء ،فلا حاجة به إلى الظلم الذي لن يحتاجه صاحبه إلاَّ على أساس عقدة داخلية يُعاني منها في ذاته ...