ثُمَّ يطرح التساؤل في معرض الإنكار: [ أفغير دين اللّه يبغُونَ] في ما ينحرفون به من عقائد وأفكار ،وفي ما يعبدونه من أصنام وأشخاص ،عندما يكذّبون الأنبياء تعصباً وعناداً بالباطل ،ويبتعدون عن خطّ الإسلام للّه ؛فكيف ينكرون رسالتك التي بشر بها النّبيون الذين يؤمنون بهم من قبلك في الوقت الذي عرفوا أنَّ الدين عند اللّه الإسلام الذي فرض على الإنسان إسلام العقل والقلب واللسان والحركة ،وذلك بالانفتاح على كلّ الرسالات ،ومن بينها هذه الرسالة التي جئت بها تأكيداً للخطّ الإسلامي الممتد في دروب الرسالات والتي تصدّق الرسل كلّهم في رسالاتهم كلّها ؟!!
[ وله أسلم من في السَّماوات والأرض طوعاً] من خلال قناعتهم وإيمانهم الذي قادهم للانقياد للّه والخضوع لربوبيته ووحدانيته ،[ وكرهاً] من خلال إخضاعهم لذلك من ناحية عملية بالسيطرة فيمن يعقل ،أو بالتدبير الذاتي الذي رُكب في ذواتهم في ما لا يعقل إذا كانت الآية شاملة لهما ،وعبّر فيها بمن يعقل على سبيل التغليب ،[ وإليه يُرجَعُونَ] فيعرّفهم ما عملوا وما قدّموا ،فيجزي كلّ واحد بما عمل ،واللّه غالبٌ على أمره في كلّ شيء .