{إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}: أي لكن عباد الله المخلصين لا يصفونه بذلك ،بل ينزهونه عما لا يليق بهعلى سبيل الاستثناء المنقطعوقد ذكر البعض من المفسرين أن ضمير{عَمَّا يَصِفُونَ} راجعٌ إلى الناس ،فيكون المعنى: إن الله منزهٌ عن كل ما يصفه الواصفون إلا عباد الله المخلصين ،وذلك أنهم يصفونه بمفاهيم محدودة عندهم ،وهوسبحانهغير محدود لا يحيط به حدٌّ ولا يدركه نعتٌ ،فكلّ ما وُصف به فهو أجلُّ منه ،وكل ما توهم أنه هو فهو غيره ،لكنّ لهسبحانهعباداً أخلصهم لنفسه ،وخصهم بنفسه ،لا يشاركه فيهم أحدٌ غيره ،فعرفهم نفسه وأنساهم غيره يعرفونه ويعرفون غيره به ،فإذا وصفوه في نفوسهم ،وصفوه بما يليق بساحة كبريائه ،وإذا وصفوه بألسنتهم ،والألفاظ قاصرة والمعاني محدودة ،اعترفوا بقصور البيان وأقروا بكلال اللسان ،كما قال النبي( ص ) وهو سيد المخلصين: «لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك » فافهم ذلك » .وهو معنى دقيق في نفسه ،ولكنه لا يتناسب مع ظهور اللفظ ،كما هو واضح .