الاستغفار وسيلة تربوية روحية
2{وَاسْتَغْفِرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} الاستغفار من وسائل التربية الروحية التي يريد الإسلام من الإنسان أن يمارسها بوعي المؤمن الذي قد يرتكب المعصية ،أو وقد يهمّ بها ،أو قد تطوف بخاطره ،أو يعيش في مناخها ...من أجل تحقيق هدفين:
الأول: القرب من الله بعد أن أبعدته تلك الأجواء والمشاعر والأفكار عنه ،لأنه يمثل الإحساس بالذنب في عملية اعتراف وندم وتراجع .
الثاني: الحصول على المناعة الداخلية من خلال الإيحاء بالتأنيب الداخلي للذات وهو في موقع الابتهال إلى الله .وقد يلاحظ الإنسان ويتساءل كيف يوجّه القرآن الخطاب إلى الرسول بالاستغفار ،وهو المعصوم الذي لا تخطر بباله المعصية ،فضلاً عن ارتكابها ؛وقد يجاب عن ذلك بأن الأسلوب القرآني يوحي بالخطاب للأمة من خلال خطاب النبي( ص ) إمعاناً في تأكيد الأهمية للموضوع ،وربما يخطر بالبال أن الاستغفار لا يُراد منه معناه الحرفي الذي يدلّ على وقوع الإنسان في الذنب أو حضوره في أجوائه ،بل يقصد منه الابتهال إليه تعالى ليسدّد الإنسان بالابتعاد عن ذلك ،من باب التعبير عن عصمة الله للإنسان بتوفيقه للبعد عن الذنب ،بطريقة الطلب إلى الله أن يغفر له ذلك ،كأسلوب من أساليب التعبير عن النتائج بالمقدمات ؛والله العالم .