ويستمر التساؤل ليؤكد الصورة ،وليعمق الإحساس بالعبث في ما يمارسونه من شؤون الفكر ،{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فماذا يملك عيسى( ع ) من مقوّمات القوّة الذاتية الّتي يستطيع من خلالها أن يمنحكم النفع أو يدفع عنكم الضرر ؟إنَّه لا يملك شيئاً من ذلك في ذاته ،بل هو بشر كبقيّة البشر في قدراته الطبيعيّة ،وليس له شيء أكثر من ذلك إلاَّ في ما أجراه الله على يديه من آياته ،مما أراده الله من مواجهة الرسالة للتحدي من أجل إخضاع الكفر والكافرين بطريقة المعجزة ،ولكنَّها شأن من الشؤون الّتي لا تملك امتداداً ولا عمقاً في شخصيته ،فلها وقتها المعين ،وحدودها الخاصة .ويتحرّك بعد ذلك الإنسان في عيسى( ع ) بقدرته المحدودة الّتي لا تملك نفعاً ولا ضراً لنفسها ولا لأحد ،فكيف تسيرون في هذا الاتجاه ؟وكيف تأمنون على أنفسكم المسؤوليّة غداً أمام الله الَّذي يسمع ما تقولون ،ويعلم ما تضمرون{وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ؟