وكان من ملامحهم في كفرهم العملي ،الناشىء من كفرهم الفكري ،أنَّهم{كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} .،فلا خطورة عندهم في فعل المنكر ،بل هو شيءٌ طبيعيٌ يمارسونه ببساطةٍ وعفويّة ،كما يُمارسون أوضاعهم الطبيعيّة الأخرى ،فلا يشعرون بحرجٍ منه ،ولذلك لم يعيشوا في مجتمعهم التناهي عنه ،فلا ينهى أحدهم الآخر عن فعل المنكر ،كما يفعله النَّاس الَّذين يرفضون المنكر فكريّاً وعمليّاً ،{لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} لأنَّ ذلك هو سبيل خراب المجتمعات ،وسرّ دمارها .فإنَّ المجتمعات الّتي يُمارس أفرادها المُنكرات ،كالظلم والبغي والعدوان والتمرُّد على الله في حلاله وحرامه وأكل أموال النَّاس بالباطل ونحو ذلك ،ولا يتناهى أفرادها عنه ،سوف تقع في قبضة النتائج السلبية المطلقة من ذلك كله .