وكان من ملامحهم أنَّهم{يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ويخلصون لهم المودّة ،ويتعاونون معهم في محاربة خط الرسالات ،لأنَّ الكفر لا يُمثِّل عندهم عقدة فكريّة أو نفسيّة ،ليكون ذلك بمثابة الحاجز الداخلي الَّذي يمنع من المودّة الروحيّة والعمليّة ،بل هوعلى العكس من ذلكيُمثِّل انفتاحاً ،بمقدار ما يلتقي الفكر بالفكر ،والأهداف بالأهداف ،{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ} فاللهسبحانه وتعالىيعتبر أنَّ هذا السلوك هو بئس السلوك الَّذي قدمته لهم أنفسهم ،وقادتهم إليه أهواؤهم ،فأبعدتهم عن رحمة الله ،{أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَلِدُونَ} وقربتهم من سخطه الَّذي لن يجدوا أمامهم معه إلاَّ الخلود في العذاب ،{وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} فقد جعله الله جزاءً للمتمرّدين والكافرين .