{شَهْوَةً}: مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة .
{مُّسْرِفُونَ}: الإسراف: الخروج عن حدّ الحق إلى الفساد .
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ} فتنحرفون بذلك عن العلاقة الجنسية الطبيعية ما بين الرجال والنساء ،وهي الوضع الطبيعي الذي تؤدي فيه الغريزة الجنسية دورها في عملية التناسل وحفظ النوع من جهة ،وتلتحم ضمنه الجوانب الروحية الإنسانية بالجوانب المادية في نفس عملية الممارسة من جهة أخرى ؛بينما يضرب الشذوذ وظيفة الغريزة الجنسية الأساس ،ويمثل ،بالإضافة إلى ذلك ،حالةً مَرَضيّةً يقوم فيها الذكر بدور الأنثى نتيجة عقدة نفسية وانحراف مرضي ..{بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} فقد تجاوزتم الحدود الطبيعية للعلاقات الإنسانية ،وانحرفتم عن الخطّ السليم ،ولكن قومه كانوا قد أدمنوا هذه العادة ،وأصبحت طابعاً مميزاً لحياتهم .وربما انطلق هذا الإسراف في أكثر من جانب من جوانب حياتهم ،كنتيجةٍ طبيعيةٍ لعدم التزامهم بالخط الرسالي الذي تمثله رسالة لوط .