{مِلَّتِنَا}: طائفتنا .
منطق الاستعلاء في مواجهة منطق العقل والحوار
{قَالَ الْمَلاَُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} إنه المنطق الذي لا يحاور ولا يناقش ،لأنه لا يملك أدوات الحوار وروحيته ،بل يملك أدوات القوة ،فهو يتهدّد ويتوعّد ،فليس هناك مجالٌ للتفاهم ،لأن التفاهم يهزم المبطلين الذين لا يملكون حجّةً ،ولا يرجعون في قناعاتهم إلى أساسٍ ،وبذلك فإنهم يعيشون الشعور بالضعف أمام دعوة الحوار والتفاهم ،فيحاولون تغطية ذلك بأساليب التهديد والوعيد .
{قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} هل القضية قضيّة إكراهٍ وإجبارٍ ؟إن الإنسان قد ينجح في إجبار إنسان آخر على عملٍ ما أو علاقةٍ ما بالقوة ،بامتلاكه لوسائل الضغط المادي التي تمكنه من ذلك ،ولكنه لن ينجح في إكراهه على أن يعتقد بما لا يقتنع به ،لأنّ العقيدة لا تخضع لإكراه وإجبارٍ .وهذا ما يدفعنا إلى الإعلان بأننا نكره هذا الاتجاه الذي تنطلقون فيه ،ولا نؤمن بشيءٍ من طروحاته ...