مناسبة النزول
جاء في مجمع البيان: قيل نزلت الآية في الميراث ،وكانوا يتوارثون بالهجرة ،فجعل الله الميراث للمهاجرين والأنصار دون ذوي الأرحام .وكان الذي آمن ولم يهاجر ولم يرث من أجل أنه لم يهاجر ولم ينصر .وكانوا يعملون بذلك حتى أنزل الله تعالى:{وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فنسخت هذه الآية وصار الميراث لذوي الأرحام المؤمنين ولا يتوارث أهل ملّتين .عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والسدي
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ} لأنهم يؤمنون بما تؤمنون به ،ويهاجرون كما تهاجرون ،ويجاهدون كما تجاهدون ...وهكذا تنطلق الولاية في خط الإيمان والجهاد والهجرة والإيواء والنصرة ،لتكوّن القاعدة الصلبة للمجتمع الإسلاميّ القويّ الموحّد .
أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض
{وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} في ما يتوارثون به ،فالأقرب أولى من الأبعد في الإرث ،وهذه الآية تقرّر إرث الأقرباء الذين لم تذكرهم آيات الإرث في سورة النساء ،كالأخوال والأعمام وأبنائهم ...كما استفاد منها مذهب أهل البيت 3 في إعطاء البنت المنفردة ،أو الأخت المنفردة ،أو الأختين والأخوات ...التركة كلها من ناحية الفرض ،ومن ناحية القرابة ؛فلا يجوز اشتراك الأخ مع البنت أو الأعمام أو الأخوال مع الأخوات ،وهكذا مما تفصّله كتب الفقه…{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .