106{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ ...}
تستأصل هذه الآيات شأفة الشرك في القلوب ؛فقد أمرت الآيات السابقة بالإيمان ،وإخلاص الوجه لله ،والبعد عن الشرك بالكلية ،أي: لا يقصد الإنسان بعمله إلا وجه الله ،وفي الآية الكريمة:{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} ترسيخ لدعوة التوحيد ،وإخلاص الوجه لله ؛فهو سبحانه النافع الضار ،الخالق المبدئ المعيد ،الفعال لما يريد ؛فالواجب أن نتوجه إليه وحده بالعبادة والسؤال والطلب ،أما الأصنام والأوثان ،وزيارة القبور والتوسل بهم ،والطلب منهم ،فهو انحراف عن الجادة ،وخروج عن النهج القويم .
لقد أمرنا الله ،بإخلاص العبادة ،والبعد عن الشرك فقال تعالى:{ولا تكونن من المشركين} .( الأنعام: 14 ) .
وأخرج الإمام أحمد والطبراني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أيها الناس ،اتقوا هذا الشرك ؛فإنه أخفى من دبيب النمل ) .
{فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} .
الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو موجه للمسلمين عامة في جميع العصور ،والمعنى: إن دعوت من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ؛فإنك حينئذ تكون من الظالمين لأنفسهم بالشرك ،والتوجه بالدعاء وهو مخ العبادة إلى غير الله ،وبهذا حرر الإسلام القلوب والنفوس ،من أن تذل لصنم أو بشر أو منصب أو جاه ،وركز في قرارة النفوس ،اليقين الجازم بأن النافع والضار هو الله تعالى وحده .
من هدى السنة النبوية
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ،قال: كنت رديف النبي صلى الله على بغلته ،فقال لي: ( يا غلام ،هل أعلمك كلمات ينفعك الله بها ) ،قلت: بلى يا رسول الله ،علمني ،فقال: ( يا غلام ،احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ،إذا سألت فاسأل الله ،وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،واعلم أن الأمة لو اجتمعت أن يضروك بشيء ،لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . xl أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .