{* رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين101} .
المفردات:
تأويل الأحاديث: تفسير ما غمض منها .والمراد هنا: تفسير الأحلام .
فاطر السماوات والأرض: خالقهما على غير مثال سابق .
وليي: ناصري ومعيني .
التفسير:
أنعم الله تعالى على يوسف بالعديد من النعم ،وجعل له من كل شدة فرجا ،ومن كل هم مخرجا .
من ذلك: إلقاؤه في الجب ،تعلق زليخا به ،ودخوله السجن .
ثم نجاه الله من السجن ،وجعله على خزائن الأرض ؛فاتجه إلى ربه تعالى بالدعاء قائلا:
101{رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ...} .
أي: يا إلهي يا خالق السماوات والأرض ،قد أعطيتني من الملك التنفيذي الفعلي ،وإن الاسم لغيري ،إلا أن التنفيذ الفعلي في الأمور صار بتوجيهي وعملي ،وعلمتني تفسير الرؤيا ،وشرح الأحلام الغامضة ،{فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة} .
يا خالق السماوات والأرض على غير مثال سابق ؛فكان الكون كله على هذا النحو البديع المتكامل ،بما فيه من سماء وأرض وجبال وبحار وهواء وشمس وقمر ؛{وكل في فلك يسبحون} . ( يس:40 ) .
إنك متولي أموري ومتكفل بها ،أو أنت موال لي وناصري على من عاداني وأرادني بسوء .
{توفني مسلما وألحقني بالصالحين} .
اختم لي حياتي على الإسلام والإيمان ،وثبتني على الإسلام في حياتي ،ثم ألحقني يا رب بالصالحين من عبادك .
وفي هذه الآية يختم يوسف قصته بدعاء مخلص يرجو ربه أن يثبته على الإيمان والإسلام حتى الموت ،وأن يكتب له درجة الصلاح ويلحقه بالصالحين من آبائه ،وبالصالحين من المسلمين وفيه دليل على منزلة الصلاح ،وأنها منزلة يتطلع إليها الأنبياء والمرسلون .قال تعالى:{ونبيا من الصالحين} . ( آل عمران:39 ) .