{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} .
تحذر هذه الآية من الشرك بجميع أنواعه ،وتدعو إلى الإيمان بالله خالصا نقيا .
والمعنى: وما يؤمن أكثر أهل مكة بالله إلا إيمانا مشوبا بالشرك ؛من حيث اعتقادهم: أن الأصنام تنفعهم ،أو تقربهم إلى الله زلفى .
قال ابن عباس: هم أهل مكة آمنوا وأشركوا ،وكانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك اللهم لبيك ،لبيك لا شريك لك ،إلا شريكا هو لك ،تملكه وما ملك "،وهذا هو الشرك الأعظم .
وفي الصحيحين: عن ابن مسعود: قلت: يا رسول الله ،أي الذنب أعظم ؟!،قال: ( أن تجعل لله ندا ،وهو خلقك )47 .
وقد بين ابن القيم في إغاثة اللهفان ،ما خلاصته:
أن الشيطان يزين للناس زيارة القبور ،ويوحي لهم: أن الدعاء عندها مستجاب ،ثم يسأل أصحاب القبور الشفاعة والوسيلة ،ثم يتخذ القبور عيدا تعلق عليها القناديل والستور ،ويطاف بها ويذبح عندها ،ويحج إليها ،ويعتبر ذلك عبادة ومنسكا ،مع أن دين الإسلام جاء بإخلاص العبادة لله وحده ،والنهي عن جميع مظاهر الشرك48 .