المفردات:
بلى: حرف جواب كنعم ،إلا أنها لا تقع إلا جوابا لنفي متقدم سواء أدخله استفهام أم لا ،وتفيد إثبات ما بعدها .
الكسب: جلب النفع واستعماله في السيئة من باب التهكم .
وأحاطت به خطيئتة: الخطيئة: السيئة التي استمكنت من النفس وحملتها على تجنب الصواب عمدا .
وإحاطتها به: شمولها له واستيلاؤها على جميع تصرفاته ،كما يحيط الثوب بلابسه .
/م80
التفسير:
81 بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .أي ليس الأمر كما ذكرتم ،بل تمسكم النار وتمس غيركم دهرا طويلا ،فكل من أحاطت به خطيئاته ،وأخذت بجوانب إحساسه ووجدانه ،واسترسل في شهواته ،وأصبح سجين آثامه فجزاؤه النار خالدا فيها أبدا لما اقترف من أسبابها بانغماسه غي الشهوات التي استوجبت ذلك العقاب ،والمراد بالسيئة هنا الشرك بالله ،وصاحبه مخلد في النار ،وبعض العلماء حمل السيئة على معناه العام ،وقال إن الخلود هنا المكث الطويل بمقدار ما يشاء الله ،فالعاصي مرتكب الكبائر يمكث فيها ردحا من الزمان ثم يخرج منها متى أراد الله تعالى( 206 ) .
وفي الآية تحذير من ارتكاب السيئات ،فإنها تؤدي إلى التمادي فيها فلا يبالي صاحبها بالكفر ،فعلى من يرتكب سيئة أن يبادر بالتوبة منها ،فإن لم يبادر بها ،أحاطت الخطيئة بقلبه فأصبح مظلما لا ينفذ إليه النور ،فيكفر والعياذ بالله تعالى .
روى الإمام احمد والترمذي والحاكم والنسائي وغيرهم أن رسول اللهصلى الله عليه وسلمقال:"إن العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ،وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه ،فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في القرآن: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "( 207 ) .