{وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ( 76 ) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ( 77 )} .
/م76
التفسير:
76 - وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .
الكرب: الغم الشديد ،والمراد هنا: العذاب النازل بقومه وهو الغرق .
تقدمت قصة نوح بالتفصيل في سورة هود ،وجاءت في سورة خاصة هي سورة نوح لكنها هنا إشارة موجزة ،تركز على دعاء نوح لربه ،واستجابة الله لدعائه ،وهلاك المكذبين ،ونجاة المؤمنين .
وقد أرسل الله نوحا إلى قومه ،وقدم لقومه أدلة متعددة على دعوته ،ولفت أنظارهم إلى هذا الكون ،وما فيه من ليل ونهار وشمس وقمر ،ونبات وأمطار ،وحياة وعمران ،لكنهم كذبوا وتواصوا بالكفر جيلا بعد جيل .
وقد جاءت الرسالة إلى نوح وعمره: أربعون عاما ،ومكث مع قومه رسولا ألف سنة إلا خمسين عاما ،يدعوهم ويقدم لهم الأدلة ويتفنن في دعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،لكنهم كذبوا ،وصموا آذانهم عن دعوته ،فدعا عليهم بالهلاك ؛فاستجاب الله دعاءه ،وأهلكهم بالطوفان ،وأمره الله أن يصنع السفينة ؛وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين ،ومن اتبعه من المؤمنين .
وما آمن معه إلا قليل .( هود: 40 ) .قيل: كانوا ستة أو عشرين من أهل بيته ،وأغرق الله الكافرين ،ونجى المؤمنين وعاش نوح بعد الطوفان ستين عاما ،أي: أنه عاش ألفا وخمسين عاما .
ومعنى الآية:
واذكر يا محمد لقومك: قصة نوح – عليه السلام – حين دعا ربه من قبل حيث قال: أنى مغلوب فانتصر .( القمر: 10 ) .وقال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا .( نوح: 26 ) .أي: دعا ربه من قبل إبراهيم ،أو من قبل رسالتك يا محمد ،فاستجاب الله دعاءه ،ونجاه ومن معه من المؤمنين من الغرق ،أو من سوء معاملة الكافرين واضطهادهم للمؤمنين .