/م76
77 - وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ .
قوم سوء: منهمكين في شرورهم وآثامهم .
أي: أيدناه وأنقذناه من قومه ،الذين كفروا بالوحي وكذبوا بالرسول ،وصموا آذانهم عن سماع الحق وتواصوا بهذا الكفر جيلا بعد جيل .
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ .
أي: لأنهم كانوا فئات من الأشرار ،الفجار الكفار ،الذين صموا آذانهم عن سماع الحق ،وأصروا على الباطل ،واستكبروا استكبارا عن الدخول في الإيمان .
فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ .
حيث شمل الطوفان جميع الكافرين ،ومنهم: ابن نوح وزوجته ،وتوسل نوح إلى الله أن يرحم ولده ،وينقذه من ذلك المصير ؛فأخبره الله بأن هذا الابن قد عمل عملا غير صالح ؛فليس من أهلك ولا من فصيلتك ؛إنما أهلك حقا ،هم المؤمنون ،الذين آمنوا بالله وصدقوا بالرسالة .
قال تعالى: وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ .( هود 45 – 47 ) .
وتفيد هذه الآيات: العدالة الإلهية المطلقة ؛فلا محاباة ولا وساطة ولا شفاعة ،إلا بإذن الله وأمره ،وهي الشفاعة لأهل التوحيد والإيمان .والله أعلم .