/م141
154-{ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين}
أي: لست إلا رجلا مثلنا ،تأكل الطعام وتشرب الماء مثلنا ،فكيف تميزت علينا بالرسالة ،فإن كنت صادقا ،فأت بحجة تدل على صدقك .
وهكذا نجد أن البشرية في تاريخها الطويل كذبت رسالة الرسل ،لأنهم بشر مثلهم ،وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم استكثر كفار مكة عليه الوحي ،لأنه يعاني مثلهم ،فلماذا لا يعطيه الله أموالا كثيرة ،أو بساتين يتعيش من دخلها ،وما علموا أنها إرادة الله في أن يكون الرسول بشرا كسائر الناس ،يعيش مثلهم ويمارس الحياة والأكل والشرب والإخراج والنوم مثلهم ،حتى يكون قدوة عملية لهم .
وقد حكى القرآن كلام أهل مكة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فقال:{وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذير*أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} [ الفرقان: 7 ،8] .
والخلاصة: أنهم كذبوا نبيهم صالحا ،واقترحوا عليه أن يأتي بمعجزة تدل على صدقه .