/م71
المفردات:
نزعنا: أخرجنا بشدة وقلعنا وانتزعنا .
شهيدا: شاهدا .
برهانكم: حجتكم ودليلكم .
ضل عنهم: ذهب وغاب عنهم غيبة الضال ،أي: الضائع .
ما كانوا يفترون: ما كانوا يختلقونه في الدنيا من الباطل والكذب على الله تعالى ،من أنّ معه آلهة تعبد .
75-{ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون}
انتزعنا وأخرجنا من كل أمة شهيدا يشهد عليها ،بما فعلت مع الرسل الذين أرسلهم الله إليها ،وقال الله تعالى للكفار والمشركين: هاتوا أدلتكم وبرهانكم على أن هناك آلهة أخرى مع الله تعالى ،فضاع منهم الدليل ،وغابت عنهم الحجة ،وعلموا أن الحق لله وحده في العبادة والألوهية والوحدانية .
{وضل عنهم ما كانوا يفترون}
ضاع منهم وتاه ،ولم يجدوا له أصلا ،كما يضيع الشيء من الإنسان ،فلا يجد له أثرا ،أي: ضاع منهم الافتراء على الله تعالى ،بأن له شريكا من الأصنام أو الأوثان أو الآلهة المدعاة .
إنها مواقف التبكيت واللوم والإزعاج ،فقد عجزوا عن إحضار شركاء لله ،ثم شهدت عليهم الرسل ،بأن الرسل بلغوا رسالة الله إليهم فقابلوها بالرفض والجحود والنكران ،وفي معنى هذه الآية قوله تعالى:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [ النساء: 41] .
والخلاصة ما يأتي:
1-مواقف الآخرة متعددة .
2- تتكرر مناداة الآلهة المزعومة من أصنام وأوثان وغيرها أمام الله تعالى ،ليظهر للناس عجزها ،وليشتد توبيخ ولوم عابديها ،ولتظهر حسرتهم وألمهم .
3- يشهد كل رسول على أمته أنه بلغها رسالة ربها فكذبت ،ويطلب من المكذبين تقديم الدليل على جحودهم ،وتقديم البرهان على أنهم كانوا على حق حين كذبوا الرسل وكفروا بالله فلا يستطيعون ،عندئذ يدركون إدراكا جازما أن الرسل كانوا على حق فيما جاءوا به ،وأن الله وحده هو الإله الحق .
4- قال ابن كثير:
{وضل عنهم ما كانوا يفترون} ذهبت معبوداتهم فلم ينفعوهم .