/م76
المفردات:
وابتغ: واطلب .
ولا تبغ الفساد: ولا تطلبه .
التفسير:
77-{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} .
يريد الإسلام إنسانا متوازنا ،يقصد بعمله وجه الله ،فالمال مال الله ،والإنسان مستخلف عن الله في إدارته ،قال تعالى:{وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ..} [ الحديد: 7] .
وقد حرر الإسلام الإنسان من عبادة المال والهوى ،والجاه والسلطان ،وطلب منه أن يقصد بعمله وجه الله ،ويعلم أن متاع الدنيا قليل وأن الآخرة خير وأبقى ،ولقد وجه الأتقياء النصيحة إلى قارون قائلين: قدم من المال رصيدا لك في الآخرة ،بإخراج الزكاة والصدقة والمساعدة ،واقصد بعملك وجه الله ،ولك أن تستمتع بمالك بالطرق التي أحلها الله ،في المأكل والملبس والمسكن والمتعة الحلال ،وكما أحسن الله إليك بالمال ،فأحسن إلى الفقراء وعليك بالشكر ،وشكر النعمة استخدامها فيما خلقها الله له ،أي: قابل الإحسان من الله ،بالإحسان إلى عباده ،وبالشكر لله والتواضع والرأفة والرحمة بالآخرين ،ولا تستغل كنوزك في الفساد والتعالي ،وارتكاب الموبقات والشرور ،{إن الله لا يحب المفسدين} بل يبغضهم وينتقم منهم .