/م79
المفردات:
ويلكم: هو في الأصل دعاء بالويل وهو الهلاك ،ثم شاع استعماله في الزجر عما لا ينبغي ،وهو المراد هنا .
ثواب الله: في الآخرة بالجنة .
ولا يلقاها: ولا يلقى هذه النصيحة ،أي: لا يتقبلها ويعمل بها .
إلا الصابرون: على الطاعات ،وعن المعاصي .
التفسير:
80-{وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاولا يلقاها إلا الصابرون}
أي: قال أهل العلم والنصح والتقوى لهؤلاء المتعلقين بالدنيا ،الذين جعلوا الدنيا غايتهم: عجبا لكم أو تبا لكم وخسرا ،كيف تتغالون في طلب الدنيا ،ويسيل لعابكم عليها ،ما هذا الحرص على المظاهر الكاذبة ،والدنيا الفانية ،وما عند الله تعالى من ثواب وجنة ورضوان لمن آمن بالله وأطاعه ،خير مما تتمنون ،فإن نعيم الآخرة باق لا يزول ،خالص من الأحزان والأكدار ،وهو خير مما ترون وتتمنون ،وما يتلقى الصبر والرضا والهدوء النفسي إلا من صبر على أداء الطاعات ،واجتنب المعاصي ،وكان قدوة حسنة في مجد أمته وإعلاء شأنها ،ورعاية الفقراء والضعفاء ،والإحسان إلى عباد الله ،وبذا ينال محبة الخلق ورضوان الخالق .