/م79
المفردات:
ويكأن الله ،ألم تر أن الله ،أو: عجبا ألم تر أن الله ،أو: بل إن الله .
يبسط: يمدّ ويعطي .
ويقدر: يضيق ويقتر بمقتضى مشيئته ،لا لكرامة تقتضي البسط ،ولا لهوان يوجب القبض .
التفسير:
82-{وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون} .
صار الذين كانوا معجبين بقارون ،وكثرة أمواله ومظاهر زينته ،يتعجبون مما أصابه ،ويتذكرون أن الله تعالى يعطي من يشاء ،ويمنع من يشاء ،ويُعز من يشاء ويذل من يشاء ،وليس عطاء المال بدليل على محبة الله للعبد ،ولا سلب الدنيا منه بدليل على بغض الله له ،فلله تعالى حكمة سامية ،قال تعالى:{ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير} [ الشورى: 27] .
وقد روى عن ابن مسعود مرفوعا: ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ،وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ،ولا يعطي الإيمان إلا من يحب )xxxiii .
لقد طرق الإيمان قلوب المؤمنين الذين غرّتهم مظاهر العظمة والأبهة في قارون ،وتمنوا أن لهم مثل ما لقارون غبطة لا حسدا ،وحين شاهدوا نهايته تعجبوا كثيرا لما أصابه ،وعجبوا من نهايته ،وحمدوا الله على أنه لم يخسف الأرض بهم كما خسف بقارون ،لأنهم تمنوا أن لهم مثل ما لقارون وقالوا:{لولا أن من الله علينا لخسف بنا ..}
أي: لولا أن لطف الله بنا وأحسن إلينا ،لخسف بنا الأرض كما خسف بقارون ،لأنا وددنا أن نكون مثله .
{ويكأنه لا يفلح الكافرون}
عجبا ألم تر أن الله لا يحقق الفوز والنجاح للكافرين به ،المكذبين رسله ،المنكرين ثواب الله وعقابه في الآخرة ،مثل قارون .