/م149
المفردات:
الجنة: الملائكة لأنهم يستجنون ،أي: يختفون ويستترون ،أو الجنّ .
التفسير:
158-{وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} .
ادعى بعض قبائل العرب أن الله تعالى تزوج من بنات سروات الجن فأنجبت له الملائكة ،وهو اعتقاد فاسد ،سيحضرون يوم القيامة ليناقشوا في الحساب ولينالوا عنه الجزاء .
وروى عن الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله ،فهذا النسب الذي جعلوه .
قال مجاهد ،ومقاتل: القائل ذلك هم كنانة وخزاعة ،قالوا: إن الله خطب إلى سادات الجنّ ،فزوّجوه من سروات بناتهم ،فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجنّ .
وقال قتادة والكلبي:
قالت اليهود لعنهم الله ،إن الله صاهر الجنّ فكانت الملائكة من بينهم ،وتطلق الجنة على الملائكة ،لأنها مستترةلا ترى ،مثل الجنين مستور في بطن أمّه ،والمجنون عقله مستور ،والمجنَّ يستر صدر المحارب ،وجنَّ الظلام: ستر ما تحته ،أي ،ادعت بعض القبائل العربية أن الله تزوج من الجن ،من بين أمراء الجن وسراتهم ،فاختار بنتا من بناتهم ،فأنجب منها الملائكة ،والملائكة تعلم أن هؤلاء الكفار سيحضرون ويحاسبون .
أخرج آدم بن أبي إلياس ،وعبد بن حميد ،وابن جرير وغيرهم ،عن مجاهد قال: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله ،فقال لهم أبو بكر الصدّيق على سبيل التبكيت: فمن أمهاتهنّ ؟فقالوا: بنات سروات الجن .
والخلاصة:
إن هؤلاء سيُحضرون إلى القيامة ،ويعذبون في النار ،حيث ادعوا أن الله تزوج من الجنّ فأنجب منها الملائكة ،تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا .