/م85
المفردات:
الصراط: طريق .جمعه: صرط وأصله: سراط .
توعدون: أي: تهددون وتخوفون .
وتصدون: أي: تمتنعون ،يقال صده يصده ويصده صدا وصدودا: منعه .
تبغونها عوجا: تطلبونها معوجة أو ذات اعوجاج .
فكثركم: أي: بما بارك في نسلكم .
التفسير:
86- ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين .
نهاهم في هذه الآية أيضا عن عدد من المفاسد مما يدل على أنهم كانوا عتاة في إجرامهم ،وقد روى عن ابن عباس أن بلادهم كانت خصبة وكان الناس يمترون منهم ،فكانوا يقعدون على الطريق ويخوفون الناس أن يأتوا شعيبا ،ويقولون لهم: إنه كذاب فلا يفتننكم عن دينكم .
وفي الآية نهي لهم عن ثلاثة أشياء:
قعودهم على الطرقات التي توصل إلى شعيب مخوفين من يجيئه ؛ليرجع عنه قبل أن يراه ويسمع دعوته .
صدهم عن من وصل إليه وآمن به بصرفه عن الثبات على الإيمان ،والاستقامة على الطريق الموصلة إلى سعادة الدارين .
ابتغاؤهم جعل سبيل الله المستقيمة معوجة بالطعن وإلقاء الشبهات المشككة فيها أو المشوهة لها .
واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم .
أي: اذكروا إذ كنتم مقلين فقراء فجعلكم مكثرين موسرين ،أو إذ كنتم أذلة قليلي العدد فأعزكم بكثرة العدد والعدد .
وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين .
أي: انظروا نظرة عبرة واتعاظ لما أصاب المفسدين المكذبين من الأمم قبلكم من قوم عاد وثمود وقوم لوط .