المفردات:
فأولئك منكم: أي: من جملتكم أيها المهاجرين والأنصار .
أولوا الأرحام: أصحاب القرابات .
75 –{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ...} الآية .
أي: من جملتكم أي: المهاجرين والأنصار ،في استحقاق ما استحققتموه من الموالاة والمناصرة ،وكمال الإيمان ،والمغفرة ،والرزق الكريم .
وتشير الآية إلى من أسلم بعد أن قويت شوكة الإسلام ،وأصبحت له دولة وصولة .
قيل: هم أهل الهجرة الثانية التي وقعت الهجرة الأولى وكانت الهجرة الثانية بعد صلح الحديبية .
وقيل: هم من آمن بعد غزوة بدر .
وقيل: هم من آمن بعد نزول هذه الآية .
فيكون الفعل{آمنوا} .وما بعده بمعنى: المستقبل أي: والذين سيؤمنون من بعد ،ويشتركون معكم في الهجرة والجهاد ؛{فأولئك منكم} .
أي: أنهم كالمهاجرين الأولين والأنصار ؛في الموالاة والتعاون والتناصر والفضل والجزاء .وقد مدح الله من جاء بعد المهاجرين والأنصار فقال:
{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} . ( الحشر:10 ) .
{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} .
أي: وأصحاب القرابات ،بعضهم أحق ببعض في التوارث بالقرابة .
وبذلك النص ؛انتهى حكم التوارث بالمؤاخاة ،والحلف والمعاهدة والتبني ،وثبت حكم التوارث بالقرابة .{في كتاب الله} .أي: في حكمته وقسمته ،أو في اللوح المحفوظ ،أو في القرآن ؛لأن كتاب الله .يطلق على كل منها .
{إن الله بكل شيء عليم} .
تذييل قصد به وجوب العمل بما جاء في هذه السورة ؛فعلمه سبحانه واسع محيط بكل شيء من مصالحكم الدنيوية والأخروية ،وبكل ما شرعه في هذه السورة من أحكام في السلم والحرب ،والغنائم والأسرى ،والعهود والمواثيق ،والولاية العامة والخاصة بين المؤمنين ،وصلة الأرحام .ونظير ذلك قوله تعالى:{ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون} . ( الأعراف: 52 ) .
من هدى السنة
أخرج الطيالس والطبراني وغيرهما عن ابن عباس قال:
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ،وورث بعضهم من بعض ؛حتى نزلت هذه الآية:{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} .فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب .