{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ( البقرة:80 ){ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ( البقرة:81 ){وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ( البقرة:82 ) .
التفسير:
قوله تعالى:{وقالوا} أي اليهود{لن تمسنا النار} أي لن تصيبنا نار الآخرة{إلا أياماً معدودة} يعنون أنهم يبقون فيها أياماً معدودة ،ثم يخلفهم فيها النبيصلى الله عليه وسلم ،والمؤمنون ؛فنحن نقول: إقراركم على أنفسكم بدخول النار مقبول ؛ودعواكم الخروج من النار دعوى لا بينة لها ؛ولهذا قال الله سبحانه وتعالى متحدياً إياهم:{قل} .الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم .{أتخذتم عند الله عهداً} أي أأخذتم عند الله عهداً أن لا تمسكم النار إلا أياماً معدودة ،ثم يخلفكم فيها الرسول ،والمؤمنون ؟!والاستفهام هنا للإنكار ؛و"العهد "الميثاق ،والالتزام ؛{فلن يخلف الله عهده} أي إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلفه ؛لأن الله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد ..
قوله تعالى:{أم تقولون على الله ما لا تعلمون}؛قيل: إن{أم} متصلة ؛وقيل: إنها منقطعة ؛والفرق بينهما من وجهين: الأول: أن المنقطعة تكون بمعنى"بل "؛و الثاني: أن ما بعدها منقطع عما قبلها ؛وأما المتصلة فتكون بمعنى"أو "،وما بعدها معادل لما قبلها ؛مثال المتصلة: قوله تعالى:{إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} [ البقرة: 6]؛ومثال المنقطعة: قوله تعالى:{أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون} [ الطور: 32] أي بل هم قوم طاغون ؛أما في هذه الآية التي نحن بصددها فيحتمل أنها منقطعة ؛وعلى هذا فيكون معناها: بل تقولون على الله ما لا تعلمون ؛ويحتمل أنها متصلة ،فيكون معناها: هل أنتم اتخذتم عند الله عهداً فادعيتموه ،أو أنكم تقولون على الله ما لا تعلمون ؟!وعلى كلا الاحتمالين فهم يقولون على الله ما لا يعلمون ؛إذاً إذا لم يكن عندهم من الله عهد ،وقد قالوا على الله ما لا يعلمون ،فتكون دعواهم هذه باطلة ..
/خ82