قوله تعالى مبيناً من الذي تمسه النار ،ومن الذي لا تمسه:{بلى من كسب سيئة}: قال المفسرون:{بلى} هنا بمعنى"بل "؛فهي للإضراب الانتقالي ؛ويحتمل أن تكون للإضراب الإبطالي .أي لإبطال قولهم:{لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}؛و{مَنْ} يحتمل أن تكون اسم شرط ؛وجوابه:{فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}؛ويحتمل أن تكون موصولة بمعنى الذي ؛وهي مبتدأ ،وخبره:{فأولئك أصحاب النار} ،وقرن بالفاء لمشابهة الاسم الموصول الاسم الشرط في العموم ؛والاحتمال الأول أولى ؛و"الكسب "معناها: حصول الشيء نتيجة لعمل ؛و
{سيئة} من ساء يسوء ؛والمراد الأعمال السيئة ..
قوله تعالى:{وأحاطت به خطيئته}:"الإحاطة "في اللغة: الشمول ؛و{أحاطت} أي صارت كالحائط عليه ،وكالسور .أي اكتنفته من كل جانب ؛وفي قوله تعالى:{خطيئته} قراءتان: الإفراد ،والجمع ؛والإفراد بمعنى الجمع ؛لأنه مفرد مضاف فيعم ؛لكن الجمع يفيد الإشارة إلى أنواع الخطايا ..
وقوله تعالى:{سيئة} ،و{خطيئته}: قيل: بمعنى واحد ،وأن السيئة امتدت حتى أحاطت به ؛وقيل: إن المراد بالسيئة: الكفر ؛والخطيئة: ما دونه ؛وهذا هو المعروف عند المفسرين ..
قوله تعالى:{فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}: المشار إليه ما سبق ؛و{أصحاب} جمع صاحب .أي أهل النار ؛وسموا أصحاباً لها لملازمتهم إياها .والعياذ بالله ؛و{خالدون} أي ماكثون ؛فالخلود بمعنى المكث ،والدوام ؛ومنه قوله تعالى:{ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود}
[ ق: 34] ..
/خ82