{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ( البقرة:84 ) .
التفسير:
قوله تعالى:{وإذ أخذنا ميثاقكم}: يذَكِّرهم الله سبحانه وتعالى بالميثاق الذي أخذه عليهم ؛وبين الله تعالى الميثاق هنا بأمرين: .
الأول: قوله تعالى:{لا تسفكون دماءكم} أي لا تريقونها ؛و "السفك "،و "السفح "بمعنى واحد ؛والمراد بسفك الدم: القتل ،كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة:"لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً "{[115]} أي يقتل نفساً بغير حق ؛و{دماءكم} أي دماء بعضكم ؛لكن الأمة الواحدة كالجسد الواحد ؛ولهذا قال الرسولصلى الله عليه وسلم:"ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم "{[116]} ،وقال:"ويجير عليهم أقصاهم{[117]} "..
الأمر الثاني: قوله تعالى:{ولا تخرجون أنفسكم من دياركم}؛المراد: لا يخرج بعضكم بعضاً من دياركم ؛ولا شك أن الإخراج من الوطن شاق على النفوس ؛وربما يكون أشق من القتل ..
قوله تعالى:{ثم أقررتم وأنتم تشهدون} أي ثم بعد هذا الميثاق بقيتم عليه ،وأقررتم به ،وشهدتم عليه ،ولم يكن الإقرار غائباً عنكم ،أو منسياً لديكم ؛بل هو باق لا زائل .
/خ86