قال ابن عباس: هم أهل مكّة آمنوا وأشركوا وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ،إلا شريكاً هو لك ،تملكه وما ملك .وهذا هو الشِرك الأعظم .
فإيمان أكثرهم لا يقوم على أساس سليم من التوحيد ،لأنهم لا يعترفون بوحدانية الله اعترافا خالصا ،ولكنه مقترن في نفوسهم بشوائب تسلكهم في مسلك المشركين .
والشرك أنواع ،روى الإمام أحمد أن رسول الله قال: «إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغر ،قالوا: وما الشِرك الأصغر يا رسول الله ؟قال: الرياء ،يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جاء الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا فانظُروا هل تجدون عندَهم من جزاء » .
وبعد ،فما الذي ينتظره أولئك المعرِضون عن آياتِ الله الناطقة في صفحات الوجود بعد إعراضهم عن آيات القرآن التي لا يُطلب منهم عليها أجر .