ما يصيبك أيها النبي الكريم ،من رخاء ونعمة وعافية فهو من فضل الله وجوده ،يتفضل به إحساناً منه إليك .أما ما يصيبك من شدة ومشقة وأذى فهو من نفسك لتقصيرٍ أو ذنب .
والخطاب ظاهُره للنبيّ ولكنه تصوير للنفس البشرية عامة ،وإن لم يقع منه عليه السلام ما يستوجب السيئة .وهذا كله ليعلّمنا أن كل شيء من عند الله ،على معنى أنه خالقُ الأشياء وواضع النظُم للوصول إلى هذا الأشياء بسعي الإنسان وكسبه .وأن الإنسان لا يقع فيما يسوءه إلا بتقصير منه في معرفة السبب والأسباب أو مخالفتها .ولقد أرسلناك يا محمد ،للناس جميعاً ،فليس لك دخل فيما يصيبهم من حسنات ولا سيئات ،وكفى بالله شهيدا .