بعد أن بين الله تعالى أن وظيفة الرسول هي التبليغ ،ناسَبَ أن يصرّح بأن الرسول قد أدى وظيفة البلاغ الذي كمُل به الإسلام ،وأنه لا ينبغي للمؤمنين أن يكثروا عليه من السؤال ،لئلا يكون ذلك سبباً لكثرة التكاليف التي يشقّ على الأمة احتمالها .
يا أيها المؤمنون ،لا تسألوا عن أشياء من أمور الدين ودقائق التكاليف ولا من أمور الغيب ،مما يُحتمل أن يكون إظهارها سبباً لإرهاقكم ،إما بشدة التكاليف وكثرتها ،أو بظهور حقائق تفضح أهلها ،وإن تسألوا النبي عنها في حياته إذ ينزل عليه القرآن يُبّينها الله لكم .ولقد فعلتم ذلك ،لكن الله عفا عن مسألتكم ،وهو حكيم بكم رؤوف في معاملتكم .عفا الله عنكم في هذه الأشياء ،فلا يعاقبكم عليها .