ولقد سأل عن أمثال هذه الأمور الشاقة أقوام سبقوكم ،وأجابهم الله على ألسنة أنبيائهم ،وحين زادت التكاليف ثقُل عليهم تنفيذها ،فأعرضوا عنها وأنكروها .وبذلك كانوا هم الخاسرين .
والله سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر لا العسر ،وقد أنزل هذا القرآن ليربي الرسول على هَديه ،وينشئ مجتمعا متكاملا ،فمن الأدب مع الله والرسول أن يترك الناس لحكمة الله تعالى تفصيل تلك الشريعة وإجمالها .
وفي الحديث الصحيح عن أبي ثعلبة الخشني قال ،قال رسول الله عليه السلام: «إن الله فرض فروضا فلا تضيّعوها ،وحدَّ حدودا فلا تعتدوها ،وحرّم أشياء فلا تنتهكوها ،وسكت عن أشياءَ رحمةً بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها » رواه الدارقطني وغيره .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ذَرُوني ما تركتُكم ،فإذا أمرتُكم بشيء فأتُوا منه ما استطعتُم ،وإذا نهيتكم عن شيء فدَعُوه ،فإنما أُهلِكَ مَن كان قبلَكم بكثرة سؤالهم واختلافِهم على أنبيائهم » .
وذكر عن الزهري قال: «بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري- وهو من علماء الصحابة الكرام- كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا ؟فإن قالوا: نعم قد كان ،حدّث فيه بالذي يعلم ،وإن قالوا: لم يكن ،قال: ذروه حتى يكون » .