ثم بيّن أسبابَ استمرارهم في العصيان فقال:{كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} فدأبُهم ألا يتناصحوا ،فلا ينهى أحد منهم أحدا عن منكَر يقترفه مهما قُبح .وفي الآية تلميح إلى فشوّ المنكَرات فيهم ،وانحلال مجتمعهم لما فيه من فسق وفجور .وهذا داء قديم فيهم ،لا يزال مستمرا حتى الآن ،فَ{لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} من اقتراف المنكرات ،والسكوت عليها .
هذا ما يحدثنا به إخواننا من الشعب الفلسطيني عن مجتمع اليهود .إنه موبوء فاجر .
روى أبو داود والترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولَ ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فقول: يا هذا ،اتقِ الله ودعْ ما تصنع ،فإنه لا يحِلّ لك .ثم يلقاه من الغد وهو على حاله ،فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقَعيده .فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوبَ بعضهم ببعض .ثم قال{لُعِنَ الذين كَفَرُواْ .. -} إلى قوله{فَاسِقُونَ ..} الآيات .ثم قال صلى الله عليه وسلم: كَلاّ واللهِ لتأمُرنّ بالمعروف ،ولتنهَوُن عن المنكر ،ثم لتأخذُن على يد الظالم ولتأطِرُنَّه على الحق ،أو لتقسُرُنّه على الحق قسراً ،أو ليضربنّ اللهُ قلوب بعضكم ببعض ،ثم يلعنكم كما لعنهم » .
تأطِرنّه: تردُّونه ،والقسر: القهر .
والأحاديث في ذلك كثيرة وصحيحة .وأظن كثيراً من أحوالنا تسير إلى السوء ،فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معطّل .نسأله تعالى أن يردنا إلى ديننا .