الرجفة: الهزة تقع في الأرض ،والزلزلة .
في دارهم: في بلدهم .
جاثمين: قاعدين بلا حراك .
عندئذ ،«فأخذتهم الرجفة » أي: دمّرتهم الزلازل الشديدة ،ومن ثمّ«فأصبَحوا في دراهم جاثِمين »باتوا مصعوقِين جُثثاً هامدة لا حَراك بها ،وأصبحت ديارهم خاوِية على عروشِها إلى الآن .
روى الإمام أحمد والحاكم عن جابر قال: لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحِجر في غزوة تبوك ،قال لا تسألوا الآياتِ ،فقد سألها قومُ صالح ،فكانت الناقةُ تَرِدُ من هذا الفَجّ ،وتصدُرُ من هذا الفَجّ ،فَعَتَوا عن أمر ربهم ،فعقَروها .وكانت تشرب ماءهم يوماً ،ويشربون لَبَنَها يوما ،فعقروها ،فأخذتهم صيحةٌ أخمدَ اللهُ مَن تحت أديمِ السماءِ منهم .وكان قومُ صالحٍ عربا ،وصالح من أوسطِهم نسبا .
وفي البخاري أن رسول الله لمّا نزل الحِجْر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من آبارها ولا يسقوا منها ،فقالوا: قد عَجَنّا منها واستقينا .فأمرهم النبي الكريم أن يطرحوا ذلك العجين ،ويُهْرِيقوا ذلك الماء .ثم ارتحلَ بهم حتى نزل على البئر التي كانت تشرب منها الناقة .