والذين تأخر إيمانهم وهجرتُهم عن الهجرة الأولى ،لكنهم هاجروا وجاهدوا معكم أعداءكم لاحقاً ،فأولئك منكم أيها المهاجرون والأنصار ،لهم من الولاية والحقوق ما لبعضكم على بعض ،وفي هذا دليل على فضل السابقين على اللاحقين كما جاء في قوله تعالى:{لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح وَقَاتَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ الله الحسنى} سورة الحديد .
{وَأْوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله ...} وذوو القرابة من المؤمنون أولى من غيرِهم بالبر من المؤمنون أولى من غيرِهم بالبر والنصر والإحسان كما جاء في كتاب الله الكريم ،فاتبعوه وتقيدوا به .فهو سبحانه إنما شرع لنا هذه الأحكام في الولاية العامة والخاصة والعهود والمواثيق وصِلة الأرحام وغير ذلك من التشريع ،وهو على علم واسع محيط بكل شيء .
وقد استدل الشيعة بهذه الآية على أن من كان أقربَ إلى الميّت نَسباً فهو أولى بميراثه من الأبعد ،فبِنتُ الميت تحجب أخاه عن الإرث لأنها أقرب منه إلى الميت ،وأختُه تحجب عَمَّهُ لنفس السبب .وهكذا يحجب عندَهم الأقربُ الأبعدَ من جميع المراتب .