{وما منا إلا له مقام معلوم ( 164 ) وإنا لنحن الصافون ( 165 ) وإنا لنحن المسبحون} [ 164 – 166] .
وفي الآيات تقرير صادر من عباد مخلصين بأن كلا منهم عارف حده ومقامه ،وأنهم جميعا صافون لله مسبحون مقدسون له .
تعليق على آية:{وما منا إلا له مقام معلوم} والآيتين التاليتين لها
وقد قال المفسرون إن المحكي كلامهم هم الملائكة ،وإن فيها تكذيبا للمشركين الذين عبدوا الملائكة على اعتبار أنهم بنات الله أو قالوا: إن بينه وبينهم نسبا .والقول وجيه مؤيد بسبق ذكر عقائد المشركين في الملائكة ،وعلى هذا فيكون بين الآيات وسابقاتها صلة وإن بدت كأنما جاءت معترضة في السياق .
ويلفت النظر إلى أن العبارة لا تحتوي ما يدل على أنها حكاية لأقوال المقررين ،وإنما هي تقرير مباشر منهم ،ولا يذكر المفسرون تعليلا وتأويلا فيما اطلعنا عليه .
والآيات مماثلة أسلوبيا لآيات سورة مريم [ 64 – 65] التي سبق تفسيرها ،وفيها كذلك مماثلة موضوعية ؛لأن آيات مريم تحكي كلاما للملائكة أيضا ،ولقد علقنا على هذه الصورة الأسلوبية من صور الوحي القرآني بما فيه كفاية في سياق تفسير آيات سورة مريم فلا نرى ضرورة للزيادة .