{ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل انتظروا إني معكم من المنتظرين 102} .
يراد بالأيام هنا الوقائع ، وما نزل بالأمم قبلهم من خسف وريح وحاجب من السماء ، و( الفاء ) في كلمة{ فهل} لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي أنه يترتب على استمرارها في غوايتهم وضلالهم أنهم لا يتنظرون إلا قارعة مثل الذين مضوا قبلهم . والاستفهام إنكاري لإنكار الوقوع بمعنى النفي ، أي لا ينتظرون إلا أن يقع مثل ما وقع للذين مضوا من قبلهم ممن عاندوا في الحق وحاربوه وفتنوا أهله{ قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين} أمر الله نبيه أن يخاطبهم منذرا مهددا .
إن كل نبي بعث في قومه ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد بعث للناس كافة الأحمر والأسود ، ومن عاصروهوالاجيال من بعدهم وهو خاتم المرسلين . والنص في الآية الكريمة يستدل منه إلى أنه سينزل بهم مثل ما نزل بمن قبلهم كريح أو خسف أو غرق ، ولكن الآية التي قرعت حسهم وأذهلتهم في باطلهم هي الحرب العادلة منعا للفتنة وفتحا للدعوة حتى صارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .