{ واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين109} .
جعله الله قدوة في اتباع الوحي وهو له ابتداء ولمن اتبعه من المؤمنين ، ولقد أمرهم سبحانه وتعالى بأمرين هما:خلاصة الحكمة ، والدعوة المحمدية ، ونوه سبحانه بأمر ثالث هو الخضوع لحكم الله تعالى وإليه المآل .
الأمر في قوله تعالى:{ واتبع ما يوحى إليك} هو التكليفات الشرعية كلها والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
ومن التكليفات قيامه صلى الله عليه وسلم بالتبليغ وهو لا يقصر ، كما قال تعالى:{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين67}( المائدة ) .
إن الدعوة ليست أمرا هينا لينا ولكن يكتنفها المشاق والصعاب ، فعلاج النفوس ليس أمرا قريب المنال ، وإنما يتعرض له أهل الحق من سفاهة السفهاء وأذى الأقوياء وغطرسة العتاة الظالمين .
ولذا جاء الله تعالى بالأمر الثاني وهو الصبر فقال تعالى:{ واصبر حتى يحكم الله} أي اصبر على ذات ما يوحى إليك من تكليف ، هو في ذاته شاق على النفوس ، واصبر على أذى من تدعوهم ، واصبر على الدعوة وجهاد الظالمين ، الذين يفتنون الناس عن دينهم ، وإن لذلك منتهي ، هو حكم الله .
وإن الله تعالى ناصر الحق وهو الهادي المرشد ،{ وهو خير الحاكمين} .