{ وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين104} .
الضمير في{ عليه} ، يعود إلى أنباء الغيب والقرآن ، والتبليغ بهذا الدين ، وما تسألهم على هذا التبليغ بهذه الأنباء وبالوحدانية ، لا تسألهم أي أجر ، ف{ من} لبيان عموم النفي لا تسألهم أي أجر من أنواع الأجور ، لا تسألهم رياسة ، ولا إمرة ولا شيئا من هذه الأمور الدنيوية ، ولقد عرضوا عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الأمر والسيادة ، وقالوا إن أردت سودناك ، وعرضوا عليه الأموال ، ورضوا بأن يعطوه كل جاه ومال ، وأن يتركهم وما يعبدون ، ولكنه حقر ما يعرضون بجوار ما يدعوهم إليه من التوحيد ، وعدم الشرك .
بل قال الله تعالى في رد ما يعرضون{ إن هو إلا ذكر للعالمين} ،{ إن} هي النافية والضمير يعود إلى التبليغ وما يتضمنه من القرآن الكريم ، وقصصه الحق الموحى به ، ليس هذا إلا تذكير للعالمين ، لأهل العقل في هذه الدنيا .
ثم بين سبحانه وتعالى أن آيات الله الدالة على وحدانيته كثيرة ، فقال تعالى: