زادت فرعون الآيات الحسية عتوا في الأرض وفسادا ، ولم تقنعه ، وكذلك لم تقنعه أشباه فرعون من طواغيت ملكه ، ولقد خرج فرعون عن عهده ، فحاول إخراج موسى وبنى إسرائيل في بزيادة طغيانه عليه ، ولذا قال تعالى:
{ فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا ( 103 )} .
( الفاء ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي أنه ترتب على إيتاء موسى الآيات التسع التي أقام بها الحجة أمام فرعون ، ترتب عليها أن اشتد طغيان فرعون ، ولم يترك العناد إلى الإيمان ، بل ازداد ولوجا في الإعنات ، ففيه تهكم بهم ، وبمن يسلكون مخرفه ، وهو طريق الشيطان . واستفزازهم إزعاجهم بالأذى ، والاستخفاف:القتل والذبح ، والنفي في الأرض ، وقد هموا بالخروج ، فأتبعهم فانفلق البحر ، وكان كل فرق كالطود العظيم فدخلوه ، وهذا قوله تعالى في سورة الشعراء الآيات المبينة للاستفزاز وتنحية موسى ومعه بني إسرائيل ، قال تعالى:
{ فأرسل فرعون في مدائن حاشرين ( 53 ) إن هؤلاء لشرذمة قليلون ( 54 ) وإنهم لنا لغائظون ( 55 ) وإنا لجميع حاذرون ( 56 ) فأخرجناهم من جنات وعيون ( 57 ) وكنوز ومقام كريم ( 58 ) كذلك وأورثناها بني إسرائيل ( 59 ) فأتبعوهم مشرقين ( 60 ) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ( 61 ) قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 62 ) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ( 63 ) وأزلفنا ثم الآخرين ( 64 ) وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ( 65 ) ثم أغرقنا الآخرين ( 66 ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 67 ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 68 )} .
هذه نتائج الآيات الحسية التسع ، فهل آمن فرعون بها ، لم يؤمن ، ولكن ازداد إعناتا وطغيانا ، وكذلك يفعلون