وقد كان الأول وإن ذلك سنة الأولين ، وقد قال تعالى:
{ سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ( 77 )} .
{ سنة} منصوبة على أنها مفعول مطلق كمصدر ، والفعل المحذوف سننا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، أو نسن لك سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، وهو أنه لا يخرج قوم أنبياءهم إلا أدلنا منهم ؛ فآل لوط أخرجوا نبيهم فجعل عليهم الأرض عاليها سافلها ، وثمود عقروا الناقة وآذوا صالحا فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ، وموسى أخرجوا فرعون وملؤه فأغرقهم الله تعالى وأدال منهم ، كما قال تعالى:{ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ( 5 )} [ القصص] .
{ ولا تجد لسنتنا تحويلا} ، أي تغييرا ؛ لأنها لها منهاجا معلوما لا تتحول عنه ، وهو أن ينصر رسله ، وقال تعالى:{ إنا لننصر رسلنا . . .( 51 )} [ غافر] ، وقد كان الأمر بالنسبة كذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم فإنه بعد بضع سنين من هجرته دخل مكة محطما أوثانها ، وقد أمن أهلها وذهبت دولة الشرك .